mercredi 31 octobre 2018

روتيمي

بمجرّد أن عرفت أنّ الرّواية عن قصّة إفريقيّة، عاودتني كلّ الإنطباعات التّي تكوّنت لديّ عندما قرأت "لا تقولي إنّك خائفة" في نفس الوقت من العام الماضي، عن السّرد الممتع، عن البيئة الصّوماليّة، و كمّية الإلهام و الجمال، مع أنّ الكاتب كان إيطاليّا! و لذلك بدأت القراءة دون أيّ ترتيب عكس ما أفعله من تخطيط عادة.
"إبقَيْ معي" للكاتبة الشابة أيوبامي أديبايو، صادرة في سنة 2017 -و أولى مؤلّفاتها-، تحكي قصّة أسرة نيجيريّة متقدمة و متعلمّة،  تقدّم لنا صورة مختلفة تماما عما ألفناه عن إفريقيا المجاعة و الجهل و الأوبئة (و هو ما لفتتني إليه إحدى الصّديقات)، تقع القصّة ما بين السّنوات 1985 و 2008، حيث تزامن زواج يجيده من أكين مع عديد الإنقلابات و التحولات السّياسية في نيجيريا،(الشيء الّي لم يؤثّر بشكل كبير في قصّتهما)، تتحدّث الكاتبة عن الحُبّ و الخسارة، كيف يهزمنا ضعفنا و خوفنا من خسارة شخص ما و هو ما تعبّر عنه ب"(...) أخبرها كيف أنني لا أطيق خسارتها، و كيف أنّ مجرد التفكير في ذلك قبل لحظات كاد يفقدني رشدي" على لسان أكين، و كيف تستغَلّ سذاجتنا بغية إسعادنا، (بالنسبة لي هي أنانية محضة)، و هو ما فعله أكين، ظنّا منه أنّه  سيحتفظ بيجيده بتلك الطريقة، الكاتبة تحاول معالجة قضيّة ما متعلّقة بمجتمعها، حيث و حسب ما استخلصت، أنه حتى الفئة المتعلّمة، تعاني نقص وعي و بعض الطاّبوهات التي حالت دون استمرار زواج يجيده من أكين، طبعا هي بالمقابل تورد فكرة ما، استطاعت من خلالها الزوجة الثانية لأكين أن تكشف بها كذبه، لكن حتما لا يمكن معالجة الخطأ بخطأ أكبر.
  السّرد كان ممتعا جدّا، أعجبتني رواية القصّة على لسانين، و استطاعت الكاتبة أن توصل إليّ عمق مشاعر الشّخصيّات، إحباط يجيدة و هوسها (أصابني الهوس معها أيضا 3: )، شعرت بصدق أكين في وصفه لحبّه لها، حزنتُ على روتيمي أكثر لأنها كانت ضحيّة تاريخ أخويها المَرَضِيّ و يأس أمّها، لكنّني افتقدت الطبيعة، أردت وصفا أكثر للبيئة الإفريقيّة السّمراء، و أردت المزيد من  الطّقوس و التّقاليد، في النّهاية كنت غاضبة لما حصل مع بطلينا، و حزنت فعلا لأن كلّ الطرق سُدّت و لم تعد العودة ممكنة.
لا أستطيع إلا أن أقول أنني استمتعت كثيرا بقراءة الرواية، ربما أكثر مما توقعت، التهمتها خلال أربعة أيّام فقط، و لو لم أنشغل لأنهيتها في يوم واحد، (مش حتقدر تغمّض عينيك 3: )، و تعلّمت الكثير، و سأنصح بها الجميع طبعا ^^
    

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire