jeudi 8 novembre 2018

لُغاتُ الحُبِّ الخَمس

   قال الله تعالى في الآية الرابعة و الثلاثين من سورةِ -فُصِّلَتْ-:" و لا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ و لا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإذا الّذِي بَيْنَكَ و بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"، هذه الآية خطَرت ببالي مع قراءتي للصفحات الأخيرة لهذا الكتاب، و اعتقدت بأنها خلاصة كل الكتاب.
هذا الكتاب لجاري تشابمان، هو أحد أشهر الكتب التي كتبت في موضوع العلاقات الزوجية و أكثرها وضوحا و عملية على الإطلاق ، جاء هذا الكتاب كقراءة ثانية لي في هذا المجال ( العلاقة بين الجنسين) و الذي لم أتعثر بكتاب في مثل بساطة و وضوح سرده من قبل، بدا واضحا لي أن الفكرة الجوهريةّ له هي نفسها في كتاب الرّجال من المريخ و النساء من الزهرة،،
تدور فكرة الكتاب حول لغة التعبير و خزان الحب ، و هنا يشرح الكاتب "تجربة الوقوع في الحب" و الفرق بينها و بين الإحتياج العاطفي الحقيقي الذي يؤدي إشباعه إلى الشعور بالأمان و الثقة و منه المزيد من التقدم و الإنجاز، و كيف أن الهبوط من هذه التجربة يتسبب في توتر العلاقات، و من هذا المنطلق يقِرُّ الكاتب  مبدأ "مودّة و رحمة" و كيف أنّك تحتاج للحب و لكن مع الوعي بكامل واقعك و بأن الشخص الآخر ليس مثاليا و لكنك ستحبه لأنّه هوَ.
بداية مع الخزان: لكل واحد منا احتياج فطري للشعور بالقبول و الحبّ، و المعبّر عنه بالخزان الذي يُملأ من خلال العلاقات الصحية، التي يكون فيها تشجيع و قبول
ثم اللغات: و هي خمس: كلمات التشجيع، تكريس الوقت، تقديم الهدايا، الأعمال الخدمية، و الإتصال البدني، و لكل واحد منا لغة خاصة به للتعبير عن حبّه، و التي ينتظر أن يُعامل بها من قبل الطرف الآخر
و على ذلك الأساس نستنتج أن تحدثنا باللغة الصحيحة لشريكنا يساهم مباشرة في ملأ خزانه الخاص بالمشاعر الحقيقية و الصحيحة، و الذي سيؤدي حتما لتضاؤل الخلافات و علاقة أكثر اتزانا و صحيّة
لاحظت من خلال الأمثلة الكثيرة التي دعم بها الكاتب نظريّته، أن تكريس الوقت هو لغة غالبية النساء، و هذا طبيعي لأن النساء دائما يردن الإهتمام و الإنصات لهن، بينما لغة غالبية الرجال هي كلمات التشجيع، و هذا أيضا فطري جدا لأن الرجال مجبولون على الإنجاز و انتظار التقدير على ما يفعلونه و لو كان بسيطا.
 يمكنني أن أعتبره كتابا مهما للغاية، لكل إنسان يريد أن يسعد إنسانا آخر و لكن ليس بطريقته الخاصة، على الرغم من البلادة التي صاحبتني طوال قرائته، فلم أستطع ممارسة التحليل و الإستنتاج الكثيرين، و الذين عادة ما يجعلان من القراءة فعلا تفاعليا، لأنه كتاب عمليّ جدا، من شاكلة 1+1 سيعطيك حتما اثنان، و لا تفكر كثيرا لماذا، يمكنني تلخيص رحلتي معه بأنها رحلة معرفيّة و مفيدة و سلسة جدا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire