السوشيل ميديا بين الإدمان و الإبتعاد
لأنَّ الكتابة عندي فعلٌ مقدَّس، اختفيت أكثر من عام
لست عائدة لأكتب عن عظائم مشاهداتي خلال سنة كاملة، لأنني بالفعل لم أشهد على مشاهد كثيرة! إنما هي مجموعة أفكار و استنتاجات جاءت مع الوصول إلى نقطة التساؤل المعتاد "لماذا؟"
أعتقد أن البداية كانت مع كثير الشتات الذي حصل لي عن طريق إدمان وسائل التواصل الإجتماعي، فايسبوك، انستجرام، و تم إضافة تويتر إلى قائمتي التي كان من المفروض أن تكون أقصر. أعلم ربما يستعمل غيري أكثر، لكن صدقا، الكثير من الأمور لا تقاس بكمّها بل بكيفها، و الكيف عندي من الأفضل أن لا يوصف.
منذ أكثر من شهرين انتهى المسلسل الذي تابعته بشغف كبير، الذي جعلني أتعلم بشكل ما تحليل الشخصيات و حتى عناصر السيناريو، و القصة، و أهداف الكاتب و نوعية حواراته، انتهى و بدأ بنهايته هذه فراغ كبير، استطاع التموضع بامتياز شديد استنادا إلى فترة الحجر الصحي التي عشناها ما يقارب الستة أشهر تامة. قررت استغلال هذا للتوقف عن مطاردة أخبار جديد الإنتاجات الفنية (نلت كفايتي من التخمة)، و كان أن استغليته بالعودة إلى منشورات الفايسبوك الطويلة نوعا ما، و التي يمكن وصفها بأنها أكثر عمقا و معنى، و من خلالها عرفت الكثير من الأخبار مؤخرا و التي تميزت باكتشافي لخلع الكثير من المؤثرات على السوشيل ميديا للحجاب، و هنا كانت لحظة الصدمة.
قد تبدو صدمتي من خلع الحجاب، لكنها غير ذلك، انما تمثلت في نمو خوف كبير بداخلي، جعلني أقضي أياما متتالية أفكر كثيرا في الفتن المعروضة علينا، و في قدرتنا على اجتيازها، و بشكل ما بدأت أراجع كل ما مر علي خلال أربع سنوات مضت لنشاط مكثف تمثل في محاولة انفتاح على المعرفة و خاصة الثقافات و الأفكار الجديدة، و تجريبها و كذلك وضعها محل نقاش و تبنيها في كثير من الأحيان إذا ما رأيتها إضافة جيدة لشخصيتي و مخزوني الثقافي، و هنا كانت لحظة تجلي حقيقة جديدة عن نفسي و عن مستوى وعيي و طريقة تعاملي مع كل هذا، عرفت بأنني غالبا ما كنت - بسبب صغر حجم معرفتي- أقابل أغلبية ما أقرؤه أو أسمعه بقبول شبه تام و صرت إثر هذا أجمع الكثير من الأفكار التي لم تتم غربلتها أو نقدها نقدا يكشف نقاط اعتراضاتي على ما جاء فيها و مواطن ضعفها.
و بعد كل هذا صادفت مجددا من يمارسون هذا الذي غفلت عنه، و حصل أن انهد أمامي كل البناء الذي سبق و أشرت إليه.
الحقيقة ليست سهلة التقبل، لكن مواجهتها في الحاضر أهون من مواجهة الندم في المستقبل، لذلك قررت الابتعاد عن جميع حساباتي، و التخلص من كل المحتويات السامة، أو حتى المفيدة لكن كثرتها تسبب التشتت و الضياع بين المصادر و الحيرة في أيها أصح، مع اتخاذ قرار يخص المستقبل، بمقاطعة كل أنواع الأخبار المتعلقة بالحياة الخاصة للأشخاص و الإكتفاء بمتابعة نقاشات أو استنتاجات معرفية بحتة، فلا مجال للفلوق و لا أي ستوري أو منشور من هذا القبيل.
مجرد خوضي لحديث قصير مع صديقتي على ماسنجر، و متابعة نقاش عن أفكار إحدى اللواتي اشتهرن بمساعدة الأمهات في تربية أبنائهن -بعد ثلاثة أيام من التوقف- كان كفيلا لألاحظ الفرق، و ملاحظة كمية الهدوء التي استفدتها..و منه سأكون سلحفاة في عصر الأرانب!
لم يعد يعنيني حقا شكل الحضور على هذه المنصات، و بدل جمع مقتطفات من كل الألوان، و التي غالبا ستسفر عن ميلاد -مسخ- يعرف كل شيء عن الآخرين و بالكاد يعرف شيئا عن نفسه، -بدل ذلك- سأحاول الإرتباط بمنهجية في التعلم و اكتساب المعارف، و تحديد هدف يكون واضح القياس و التعديل.
خلال الشهر الماضي، حددت المصادر، لن أكذب بقولي أني بدأت بفاعلية في تنفيذ المنهج، و لكن عشوائيتي الآن منحصرة في العودة إلى المواد المتعلقة بتزكية النفس من مفهوم إسلامي معتدل، و اخترت هذه المرة ( اختيار يصب في فكرة حصر حالة التشتت ) الإضافة الكبيرة التي قدمها الدكتور عبد الرحمان ذاكر الهاشمي. و منذ الشهر الماضي إلى الآن، شاهدت أكثر من مقطع بالإضافة إلى حلقة من برنامج قديم اسمه ألف باء الحياة.
في احدى المحاضرات (منذ سنتين) كانت موجهة أظن لطلاب الثانوي، تحدث عن طريقة التفكير في المستقبل، (طبعا قد يكون الوقت فاتني قليلا) و قال أنها تبدأ من خلال معرفة النفس قبل كل شيء، و أورد وسائل مهمة جدا من خلال أبحاثه، و هي كراسة "قراءة النفس"، و من خلال قصتين تسبقان هذا الإختبار الذي ينصح بمداومته حتى تصبح معرفة الإنسان بنفسه أكثر وضوحا، قام بشرح حالة النفس و أسباب الإختبار. و هنا سأضعها بين ايديكم -موقع فن الحياة- و رابط المحاضرة على يوتيوب
الموقع
محاضرة "كيف تفكر في مستقبلك