dimanche 24 février 2019

كيمياء الصّلاة: المُهمّة غير المستحيلة

février 24, 2019 2 Comments
مضى وقت طويل لم أقرأ فيه للد. العمري، حيث أنني منذ نهاية 2015 تقريبا أردت ردم الهوّة بين الفكر و السّلوك عندي، فاتّجهت إلى قراءة كتب الإدارة التي تركز على التطبيقات العمليّة، و انتهت بذلك عندي مرحلة الكتب الفكرية الموغلة في البحث ما وراء المجرّد، أمّا الآن فإنني بحاجة إلى العودة إلى الفِكر مجددا بغية ملئ خزان المعنى من جديد، و إيجاد مخرج آخر.
نعود إلى كتابنا و كاتبنا، كل تلك المقدمة كانت من أجل أن أقول أنني اشتقت فعلا لقلم العمري، إسقاطاته لمعاني العبادات على الواقع و رؤيته المتعدية إلى ما وراء الفرض، و هكذا وجدتني مأخوذة بكل سطر كتبه في هذا الكتاب الذي يريد من خلاله أن يثبت أن المهمة غاية في التعقيد و لكنها ليست مستحيلة، "مهمة النهضة من خلال الصلاة".
الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة تتكون من خمسة كتب، غرضها تعريف مكونات تفاعل كيميائي، نتيجته النهضة، يتطرق الكاتب بداية إلى عديد المفاهيم المغلوطة عن وظيفة الصلاة، كإسقاط الفرض و الخروج من زمرة الكافرين، بالإضافة إلى المفاهيم السطحية و المحدودة كالصلاة من أجل الراحة النفسية -و الذي كان أكثر جزء نال اهتمامي ربما-، ثم يعرج على سلسلة من الأفكار و المعاني المرتكزة على المعنى اللغوي للصلاة  و ارتباطاتها بمواقع نزول الآيات و توقيتها في محاولة للربط بين مختلف الأفكار و المعاني، من أجل الخروج بمعنى أبعد و أكثر عمقا و شمولا و منطقية حتى و عظمة، من ركن في الإسلام سُمّي "عمود الدين"، أين يركز على أن "العماد" و "العمود" ليسا نفس الشيء، يعود بعدها للمعنى الإجتماعي للصلاة و دورها في نهضة المجتمع ككل، مشيرا إلى أن الإنسان مهما حاول التمدن و الإرتقاء بفلسفته و منه الإنسلاخ من الشعائر و العبادات سيفشل في إنكار طبيعته الشعائرية، التي تعتبر جزءا من المنظومة الكونية، القائمة على عادات و قوانين تصنع أسلوب حياة، يختلف بين الرقعات الجغرافية هنا و هناك، إلى أن ينتهي إلى خاتمة الرسالات السماوية، و أن الخاتم هو ما سيكون حتما أكمل تجربة على الإطلاق، و بذلك يكون الأصح، مسلِّطا مجهرا على دقائق المعاني، و تيليسكوبا على بعيدها.
وددت لو أنني خضت الرحلة مع هذا الكتاب في ظرف وجيز، إلا أن كسلي المعتاد، أفسد عليَّ استرسال الأفكار، لكن هذا الكتاب جعلني أنظر للصلاة من زواية أكثر انفراجا، و سيوقعني  في ورطة مع ما هو مطروح من مادة في هذا الموضوع، فعالم الأفكار يبقى ساحرا بشكل يُصعِّبُ على مرتاديه  الإقتناع بما يطرح خارجه.

mardi 19 février 2019

خدعةُ الإعتياد

février 19, 2019 1 Comments
يقول د.أحمد خيري العمري في فكرة "الصلاة من أجل الراحة النفسية":" أناس كثيرون سيشعرون بشيء مقلق، يخز ضمائرهم  أو يدق على رؤوسهم، إذا ما فاتتهم صلاة ما، أو إذا ما استيقظوا متأخرين و هرولوا ليلحقوا بعملهم دون أن يؤدوا الصلاة، و سيكون ذلك مزعجا مثل خشبة صغيرة عالقة بين أسنانك، ليست مؤلمة حقا، و لكنها مزعجة و لن تتخلص من إزعاجها إلا بالتخلص منها..
لذلك فهم يتركون أسرّتهم، أو ما كانو يفعلون..ويصلون..ثم يعودون..و قد زالت تلك الخشبة العالقة! "
نفس الفكرة خطرت ببالي هذا الصباح بإسقاط آخر، بإسقاط على الإيمان ككل، تذكرت فترات ربما، واظبت فيها على عبادة ما، ثم لحظة تركتها شعرت بعدم الإطمئنان و الإضطراب، جميعنا مرَّ بهذا -و أنا أتحدث ليس عن أي عادة ولكن عن العبادات-، الآن ينبهني العمري إلى أن ذلك ربما لم يكن حقيقيا، ربما كان مصدره العادة و ليس العبادة، لقد تعلمت الكثير عن العادات خلال عامين، و أستطيع من خلال تجربتي و مما قرأته، أن أوافقه تماما، لعلنا طوال الوقت نخادع أنفسنا بأننا مطمئنون راضون، بينما نحن مطمئنون إلى منطقة الراحة، إلى إزالة الخشبة العالقة كلما حان وقتها، و ليس إلى تجديد مفهوم ما، بعث روح جديدة، امتلاء بالطاقة، الأمران متضادان جدا، فالعادة غالبا ما تفقد روحها بكثرة المزاولة، و تصبح مجرد دورة عصبية تؤدي إلى إفراز هرمونات محددة، بينما المعنى يتجدد، يُحيي، يغيّر، يؤدي إلى النضج، إنه من الواضح جدا أنه علينا  إعادة النظر في عمق تديننا و إيماننا، و ما الذي يترتب عنه من ازدهار في حياتنا، ذلك هو المقياس الوحيد و الذي يبدو أنه الأصح، ما لا يؤدي إلى ازدهار حياتك، قد يكون صحيحا و لكن لا يُؤدّى بشكل صحيح.

lundi 4 février 2019

samedi 2 février 2019

حالتي مع كتاب قوة الآن لإيكارت تول

février 02, 2019 2 Comments
يجعلني كتاب "قوة الآن" أمتلأ بالضجيج الداخلي، ما بين نزعة إلى البقاء في الآن، و ربطها مع المستقبل، و فصلها عن الماضي، يرتفع بي إلى أعلى درجات الوعي باللحظة الراهنة، ثم يصدمني بالكثير من الحقائق و المفاهيم العصيّة على مستوى فهمي الحالي، قضيت معه قرابة الساعة ربما هذا الصباح، في طريق الذهاب إلى ورشة تعلم الخياطة، و العودة خائبة منها ( لأنه حصل طارئ و لم يعلمونا قبلا بأن لا نتكلف مشقة المجيء -_- )، هذه الساعة كانت كفيلة بأخذي إلى عمق معنى الوعي، و الفرق بين أنواعه، و تأثيره علي سلوكنا، و كيف أننا بالأصل نتنقل بين مستويات مختلفة من "اللاوعي" فقط!، لا زال الكتاب يعطيني المزيد من الأجوبة على تساؤلاتي، المزيد من تعرية تجربتي و توجه تفكيري، و استجابة شعوري له، كما أنه  يؤكّد في كل مرة بتحليله، أخطائي و طريقة تعاملي مع تحديات الحياة.
أشعر بأنني اغرق فيه و أنني لا أريد أن أنجو منه حتى أفهم ما الذي يريد بالضبط، و كيف أستعمل توجيهاته في تطبيقات عمليّة، أعدت قراءة بعض الصفحات مرتين، حاولت التفكير بما أقرؤه في فترات الفواصل التي قررها الكاتب، لكنني بقيت أعاني من النهم دون إرادة تحليل أو نقد
فيما يخص الوعي، اقترح الكاتب مراقبة العقل و الشعور المترتب عنه، أذكر أنني فعلت ذلك كثيرا خلال 2017، سألت نفسي كثيرا "بما تفكرين؟"، "بما تشعرين؟"، لكن ذلك لم يكن كافيا على ما يبدو للخروج من "لاوعي أعمق"، ينصحني إكارت تول بإسقاط السلبية، باتخاذ قرار ببساطة أن تتوقف المعاناة، و مع أنني لم أفهم فكرته جيدا، إلا أنني أتساءل: "هل أستطيع اتخاذ قرار بهذا العمق بهذه السهولة؟، أو بالأحرى هل تتم الأمور هكذا؟، ماذا عن ماهية العادة؟ و عادات العقل؟، و مع ذلك سأحاول.