mercredi 3 octobre 2018

التّجربة التي غيّرت حياتي!

كنت أفكر في استهلال هذه التدوينة بالتالي "حسنا، يبدو أنه ليس من السهل الكتابة عن تجربة مرّ عليها عامان"، حتى اخرجت دفتر التدوين الخاص بهذه التجربة لأفاجأ!،لقد بدأتُ التّالي في 03-10-2016، لقد مرّ عامان تماما دون أن أشارك العالم ما حصل قبيل ذلك اليوم بقليل.
كانت إحدى ليالي أكتوبر العادية، حينما شعرت بأنني وصلت إلى ذروة العبث، و أنني أرغب بعمق في التغيُّر، لكنني لا أفعل شيئا حيال ذلك، رفعت يديّ إلى السماء و دعوت، نسيت ماذا بالضبط، لكنني أعتقد بأنني كنت صادقة (هذا الوصف يشبه مشهدا في رواية طعام،صلاة،حب 3: )، في اليوم الموالي اشتريت كراسة، و قررت تطبيق فكرة لطالما راودتني منذ سنوات، لكنها لم تكن دقيقة و واضحة، كما كانت في ذلك الوقت. ما الذي حصل إذن قبل هذه الدراما الفاشلة؟، ههه
حسنا تعود جذور تجربتي في التغيير، أو خطتي التي وضعتها، إلى صيف 2016، حينما كنت أنا و صديقتي رفيدة نبحث عن شيء ما يجبرنا على القراءة بانتظام، و هو ما وجدته صديقتي.." أصبوحة_180"، أكبر و أول مشروع عربي لصناعة القراء ( سأتحدث عن تجربتي معها أيضا في تدوينة مختلفة)، و هناك تعرفت على أعظم كتاب -ليس في شرح العادة- و لكن في نقلي من حال إلى حال، وهو "زنزانة". اخترت هذا الكتاب من المنهج، لأنني كنت أرى بأنني أعيش في صندوق مغلق، فبعد العديد من الإخفاقات في مجالات هامة بالنسبة إلَيّ، و الكثير من خيبات الأمل المتراكمة تجاه نفسي، تحطم تقديري لذاتي كُلِّيَّة، و أصيبت ثقتي بنفسي بمرض مزمن، و على إثر ذلك تكونت لدي عقدة نقص إلخ..إلخ..إلخ.
المهم.. بدأت بقراءة الكتاب، لم أكن منتظمة جدّا، و أنهيته في مدة 3 أشهر ربما، و مع كل صفحة و كل فصل كنت اقول: " يا إلهي! أين كنت من كل هذا الفهم؟ لماذا لم أتعرف على هذا من قبل"، و انتهى بيَ الأمر إلى الجمع بين ثلاثة أفكار: - العادة -الاقتحام - المتحف الشخصي.
فكرة العادات: مستوحاة من قراءتي للكتاب، من تعريف العادة و خصائصها و تأثيرها.
فكرة الاقتحام: (لطالما ذكرتها لي رفيدة) مستوحاة من مقطع فيديو لعدنان إبراهيم، يتحدث فيه عن الرقم "40" و أسراره في القرآن و السنة.
فكرة المتحف الشخصي: مستوحاة من برنامج تلفزيوني للداعية حنان القطان (نسيت اسمه)، تقتضي بأن تحدد عددا من السلبيات و آخر من الإيجابيات، في محاولة للتخلي/التحلي عنها أو بها، -وذلك خلال شهر من الزمن- وتقييدها في دفتر يدعى "المتحف الشخصي".
و على إثر ذلك اتخذت كراسة "المتحف الشخصي"، قررت أن أكتسب عادة "الدعاء كل يوم"، و حددت مدة أريعين يوما لا انقطاع فيها عن العادة، و كان أن وُفِّقت. إلى هنا لا غرابة في كل القصة،أما عن نفسي كانت هذه هي " تجربة الفتح"، فكل ما ذكرته سابقا من ثقوب شخصيتي بدأ يترمم ببطء، نجاحي في الالتزام مدة أربعين يوما لم يكن النتيجة الأهم، بل كان النتيجة السطحيّة، الأهم  كان ذلك العمق، "عدم الاستسلام" مثلا، أربعون يوما ليست سهلة أبدا، في الكثير من الأيام كنت أدعو بدون روح، أو أدعو مدة أقل، أو لا اُسهِب في شرح تفاصيل تفاعلي مع الدعاء (لأن الكتابة يوميا عن تفاعلي مع العادة كان شرطا أساسيا في التحدي)، بل كنت أحيانا أقول "انتهى اليوم، لم أفعل شيئا"، لكن كنت أقوم و أنجزه، المهم أن لا أتركه كيفما كان. من نتائج ذلك أيضا استعادة جزء من تقديري لذاتي، أنني لست كائنا عبثيا لا يجيد إلا الثرثرة دون فعل، و العيش في أحلام اليقظة، كما و فتحت أمامي العديد من المجالات و المعلومات التي كنت غافلة عنها، أذكر أنني في تلك الفترة استمتعت بأول عمل مخبري لنا في الجامعة منذ ثلاث سنوات، فقط لأنني كنت أشعر بالجمال و الثقة و الرضا عن نفسي في تلك الفترة، دون ذكر الفتح الرباني الذي فتح به الله عَلَيَّ من تلك الأدعية التي كنت أدعو بها (عصفوران بحجر واحد).
و هذا ما كنت أحدث به صديقتي منذ أيام قليلة فيما يخص العادات فهي تنقسم إلى نوعين: عادات العقل، و عادات السلوك، والنوعان متداخلان بشكل ما: عندما تسعى لتغيير عادة سلوكية فإنك بالضرورة ستغير من عادات عقلك، لأن الالتزام يعلمك الكثير من الصبر و الثبات و عدم الاستسلام و غيرها، بينما ستصنع تلك العادات سلوكياتك مستقبلا، فأن تكون شخصا غير انهزامي هذا يعني أنك ستتصرف بكل شجاعة أمام كل تجربة تمر بها ( ركزوا على كلمة "تتصرف")، و بذلك نستنتج أنها دورة قد تكون مغلقة من التعلم والتي تقود إلى التغيير.
في نهاية التدوينة لا أدري تماما ماذا سأقول (لدي مشكلة دائما في إيجاد خاتمة الموضوع).. لم يكن مساري بعد هذه التجربة مشابه لها، تعرض لكثير من منحنيات الانعطاف و تغيير المسارات والانحراف، لم أستطع اكتساب العادة الحسنة تلو الأخرى، و أغفلت تبديل العادات السيئة مما أثر كثيرا على الإنجاز، بل وانهرت تماما في مطلع ديسمير 2017. ربما أخطأت كثيرا بعدها، و خسرت شيئا عظيما (قرابة العام من الزمن)، لكنني مع ذلك احتفظت بتقدير حسن للذات، موضوعية في التعامل مع أخطائي، الكثير من تجارب الجمال و الإيجابية، و احتفظت برغبتي في مواصلة هذا الطريق، و ها أنا ذا أدون، بعد أن كان هذا واحدا من أحلامي منذ زمن
.

4 commentaires:

  1. التجربة التي ألهمتني ذات جلسة في موقف الحافلات 3> استمري في كتابة تجاربك لأنها فريدة صديقتي

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. شكرا لدعمك المتواصل ياسمين، الأكيد أن احافلة أتت قبل أن نواصل الحكاية، هههههههه

      Supprimer