lundi 19 avril 2021

اليوم الثاني عشر

avril 19, 2021 1 Comments

 في هذا اليوم كان أول مفهوم يتبادر إلى ذهني، عندما خرجت من الصيدلية هو -الحرية-، راودني سؤال "لماذا قد نرضى بتقييض حريتنا مقابل حصولنا على منفعة ما أو أجر؟"، "هل يتم التفاوض على الحرية؟.

أقول بعد مرور هذه الأيام القليلة أن كل من سبقونا محقين في موضوع تأثير الواقع علينا، يستطيع الواقع سحب حماسا و تقييض طموحتنا و رسم حدود وهمية لحرياتنا.، بعدما ظننت أنني رانشورداس، أستطيع التحليق كحرة لأنني أتبع شغفي غير مهتمة و لا خائفة من مستقبل، وجدتني كالجميع أحاول باستماتة أن أحافظ على فرصتي و خلق واحدة أخرى، وجدتني أخطط لأشياء لم أكن أهدف إليها و بذلك نجح الواقع في تغيير المسار مجددا، و كنت مرة أخرى مع مفترق طرق جديد أتساءل للمرة المليون "ما هو القرار الأصوب؟"

ماذا لو قلنا الآن صيدلية؟ هل بقيت ذات المكان الجميل؟ - بالتأكيد ستبقى كذلك، لكن هل سأتأقلم أنا مع الحقيقة؟ و أجيد دوري الجديد؟
في أول يوم لي في الصيدلية لم أكلف نفسي بأي شيء، قلت أنه يوم للملاحظة و محاولة لفك بعض الشيفرات و التكيف مع وضع جديد تماما علي، لكن بتقدم الأيام بدأت التجربة تتخذ منحى تصاعديا في الصعوبة، في البداية تحدي إيجاد خطة للتعلم و وضع أهداف و إيجاد توجيهات لنفسي، خاصة و أنها أول تجربة تعلم ذاتي حقيقي لي، فالفرق بين الدراسة و التربص، أنك في الدراسة مجرد متلقي تتكفل الجامعة و معها الأستاذ بتوجيهك، على عكس التعلم الذاتي، أين تكون مجبرا على وضع منهج خاص بك و محاولة تطبيقه و الأكثر من ذلك في التربص هو إتقان التطبيق، و هو الشيء الذي يستغرق وقتا، لكن مع الأسف ليس في ظروف تكويننا الحالي.
مع أني مررت بتربصات ثلاثة أشهر مضت إلا أنني أعتقد أن عدم اكتراثي بتحقيق تحصيل كبير منها هو ما جعلها تمر سهلة و مرنة، خاصة و أن زملائي كانوا يشاركونني فيها و كنا نتعاون فيما بيننا و نستعين ببعضنا.
قد يقرأ هذه التدوينة طالب  لم يسبق له التربص في صيدلية، و قد تساعده بعض هذه الإستخلاصات، و التي ستكون بدورها ذكرياتي و فرصة لإعادة التقييم مستقبلا -إن شاء الله-، واحد من أهم المهارات التي يجب تعلمها هي "السؤال" سؤال الجميع عن كل شيء، ثم معرفة ما دورك و ما عليك تعلمه، و قبلهما حقك ثم حقك ثم حقك و المجادلة فيه، لازلت أخطو خطوات طفل بريئة و بطيئة و أستطيع تلمس نتائج الكثير من الأخطاء التي ارتكبتها في سنوات الدراسة  أخطاء لا علاقة لها بالتحصيل العلمي بقدر الإنخراط في النوادي العلمية و المشاركة في الحملات التطوعية و التحسيسية، أستطيع الجزم بأن النشاطات العلمية خارج أوقات الدراسة كانت  ستكون زادا هاما جدا و معينا جدا في الحياة العملية.

إلى هنا تكلمت قليلا و حاولت البقاء في تواصل مع نفسي..حتى لا أنطفئ.

jeudi 1 avril 2021

اليوم الأول -الضَّياع-

avril 01, 2021 0 Comments

 كدت أنسى الكتابة عن هذا اليوم مع أنني اعتزمت فعل هذا في ساعات غير متأخرة منه، ستكون هذه التدوينات كذكريات خاصة بي أريد قراءتها في سنوات لاحقة إن شاء الله، لأنها -ربما- أكثر تجربة شعرت بالحماس لها، بعد تجربة البداية في التربص بشكل عام، لذلك ستحمل هذه التدوينات طابعا شخصيا نوعا ما، خاصة و أنه لا متابعين لي (اللّهم إلا بعض الصديقات اللواتي قد تصلهن إشعاراتي في أوقات متأخرة).

بعد هذه المقدمة العشوائية، سأحاول سرد انطباعي في أول يوم، و الذي تميز -ككل تجربة جديدة- ببعض المواقف الغبية، و التي كان أبرزها سؤالي عن موعد الخروج، حيث دار فيه بيني و بين صاحب الصيدلية حوار خلاصته:" هل يسأل قاصد التعلم عن متى ينتهي من هذا؟ "، لابأس بهذا مع ذلك، عندما نشعر بالحماس نجد في داخلنا نوعا من تقبل أي موقف يمكن أن نمر به، نبتلع ذلك الموقف غير حتى مبالين بأبعاده التي لا تظهر إلا في حالة نفورنا مما نفعله. 

مرة في إحدى حلقات "دروس الكاريزما" على قناة "الزتونة" ذكر مايكل راشد عددا من الأسباب التي تجعلك جذابا لكنها لا تملك أي صلة بما يعتقده الناس على العموم و الذي قد يرتبط بالمظهر، من بين هذه الأشياء هي قدرة الإنسان على تحمل المسؤولية، و إظهاره لذلك، و قد كان أول خرق فعلته في هذا اليوم الأول (أحتاج ايموجيات لتحديد تعابير وجهي أثناء االكتابة، لكنني لا أريد استعارة أسلوب فايسبوك هنا) هو عدم وصولي في ساعة مبكرةـ أو على الأقل لنقل -مناسبة-، ففي الوقت الذي أكدت على نفسي فيه قبل النوم أن  يجب الاستيقاظ باكرا، حصل معي مشهد أيام الثانوية "قليلا بعد، قليلا بعد"، المهم أن الموضوع مر على خير، و لم يأخذ حيزا كبيرا، لكنه نبهني على مدى تأصل العادات السيئة في حياتي، و أهمها عادات "التسيب" و "اللامبالاة" التي صاحبت مشاعر الفشل طوال عامين، و استنتجت أنني فعلا تراجعت جدا في الإقبال على التجارب و احترام مسؤوليات حياتي و إعطائها حقها.

لو كان هناك عنوان مناسب (أظنني سأضيفه) لهذا اليوم فسيكون "الضياع"، ما بين أوراق الدراسة و امتحانات الكفاءة و التحصيل العلمي، و بين الواقع العملي -هُوَّةٌ- لا أدري كيف يمكن ردمها، و المسؤول الأول عن ردمها بالنسبة لي هو التكوين الجامعي، لست أدري لماذا لا يرافق التدريب في الصيدلية السنة الثالثة و الخامسة من التعليم الجامعي، لا وجه للتشابه بين حفظ قوائم تكاد لا تنتهي لأسماء الأدوية دون الاحتكاك بها في الواقع و التعامل معها كحالات في الصيدلية، محاولة تذكر الدروس و ربطها مع العمل كانت فاشلة جدا اليوم معي، حتى أني نسيت أني درست من قبل (طبعا مع التقصير آنذاك في الدراسة بسبب الضغط الكبير و الوقت الضيق)، لذلك سأحاول في مستقبل الأيام -إن شاء الله- إعداد خطة لتدارك هذا و محاولة استخلاص أقصى استفادة ممكنة من -أهم تجربة ربما لي هذه المرة-.

الصيدلية مكان جميل جدا، لا يمكنني وصفها بغير هذا، بل هي تستحق وصفا أدق، لو تم سؤالي قبل عامين عن شعوري مع الصيدلية لما صدقت بأنني نفس من تتحدث عنها بهذا الحماس الآن، لا أعلم لماذا لكنني أغرمت بها -خاصة إذا كانت صيدلية جيّدة، إنها مكان يمكنك فيه عيش قصص كثيرة و رؤية وجوه كثيرة و قراءة تعابير كثيرة (و هو أكثر ما أحبه)، اكتشفت أن الصيدلة ليست تربص شهر أو حتى عملا، إنها رحلة تعلم و تطوير يومية، فمع كل سؤال لأي مريض عن علاج مفيد (طالبو النصيحة) تتدفق في ذهني محاولات استذكار كل النصائح التي جاءت على لسان الأساتذة، و منها المتعلق بعلم العقاقير و الأعشاب، أشعر بأنني أريد أن أتعلم و أتعلم، و أنصح كل من يصادفني و كل سائل.

أظنني نسيت كثيرا من التفاصيل، لكنني سأكون سعيدة بهذا السرد مستقبلا -إن شاء الله-.