ما تخبئه لنا النجوم
في البداية أود أن أعرف سبب الترجمة الغير حرفية لعنوان الرواية الأصلي و الذي أجده أكثر صدقا من "ما تخبئه لنا النجوم"
لا أذكر على وجه التحديد الأسباب التي دفعتني لقراءة الرواية بالرغم من ترفعي عن قراءة ما هو شائع أو اشتهر، خاصة بعد خيبة أملي لما شاهدت فيلم "أنا قبلك"، (و الذي كان مقتبسا هو الآخر عن رواية تحمل نفس الإسم)، و أظن -إن لم تخنني الذاكرة- أن خيبتي هذه هي ما جعلني أفاضل بين الرواية و الفيلم ( الخطأ في نجومنا) و أختار الرواية قبل الفيلم.
الخطأ في نجومنا، كان رحلة مع المرض و الإحتضار ثم الموت، لا أخفي انزعاجي قليلا من وقوعي في هذا الموضوع بينما أعاني خوفا رهيبا من الموت و وسوسة من تربصه حولي، خاصة و أننا في حالة وباء استعصت على الحل، و كذلك بعد وفاة جدتي قبل تسعة أشهر.
تبدأ الرواية بسرد هازل غريس لتفاصيل حياتها، ثم تنتقل لأهم جزء و هو تعرفها على أغسطس واترز ليعيشا حبا ملحميا يائسا من أي أمل لمستقبل مشترك بسبب معاناتهما من السرطان، و تنتهي في منتصف الجملة تماما لتعطينا نفس انطباع أو شعور مريض السرطان الذي لا يدري متى آخر يوم في حياته مهما قدر الأطباء ذلك.
إنها أكثر رواية سلسة قرأتها منذ زمن، فكوني بطيئة جدا في القراءة، جعلني غالبا أقضي مدة طويلة مع كل كتاب أبدؤه، و شواهد ذلك من الكتب كثيرة التي إما استغرقت فيها أكثر من شهر أو أني تركتها دون أن أكملها.
تميز جزء العلاقة بين هازل و غاس بكثيرمن الفلسفة الوجودية، أسئلة عن معنى الحياة و الموت، و عن المصير بعد الموت و الحياة الآخرة، و أعترف أنني لم أفهم غالب فلسفة الكاتب و لم أحاول فعل ذلك، لكن ما استطعت استنتاجه عن نفسي أنني ربما أعيش على نمط مشابه لنمط الحياة الأمريكي، و لست أدري هل ذلك مما تراكم لدي من مصادر كانت أغلبها أمريكية فيما يخص تطوير الذات أم لمشابهة فقط لشخصيتي مع فكرة الإنسان العصامي الذي يحاول تحقيق شيء ما.
لقد كرهت هازل ربما، مع أنها -يمكن القول- محور الرواية، لا لشيء إلا لكونها سوداوية نوعا ما و يائسة و أنا لا أستغرب يأسها من الحياة بل لا أحبذ روحها الضيقة، بينما بالمقابل أحببت روح غاس و أظن أن هازل أحبته لنفس السبب.
أحببت الحالة الشعورية التي خلقتها فيَّ الرواية، و أظنني حتى مستعدة لإعادة قراءتها مرة أخرى، كما أنني لم أحب "غشمنتي" عن قراءة ما بين السطور و تصور نهايتها مع أن ذلك كان شبه جلي في منتصفها.
الهشاشة النفسية
قراءة هذا الكتاب كانت لأسباب شخصية بحتة، مع أنني لا أنكر فضولي تجاه
عنوانه، و أذكر أنني لحظة تحميله وجدته في تصنيف التنمية البشرية مما جعلني أحكم
عليه قبل قراءته، لكنني وجدته مفيدا بعد فراغي منه.
لا أعلم لماذا لا تحضرني كثير التعليقات التي علقتها، مع أنني لم أتوقف عن
التعليق تقريبا خلال كل صفحاته.
الكتاب خفيف مليء بالصدمات، و لغرابة الصدفة تزامنت قراءتي لصفحاته الأخيرة
مع تناول يوتيوبر جزائري لنموذج من الإحتيال باسم التحفيز و كسب الملايين من خلال
دورات قصيرة و تافهة.
يتناول الكاتب قضية الهشاشة النفسية التي يزعم أنها لم تسلط عليها الأضواء
بعد، و التي تميز خاصة الجيل "z"، مستعرضا من خلال ثمانية فصول مختلف المصطلحات التي ظهرت
خلال الخمس سنوات الأخيرة -خاصة- و التي
تعبر عن الهوان الذي صار يسكن نفوس الجيل، حيث يعرج على دور السوشيل ميديا في
تلبيس روادها حالات شعورية و فكرية تجعلهم محدودي القدرة النفسية بالإضافة إلى
تشجيعهم على العلاج النفسي لأتفه الأسباب كقلق الإمتحان أو سوء فهم بسيط مع
الأصدقاء، و ينتهي إلى فصل مهم و هو اختلاط المفاهيم فيما يخص قضية " لا تكن
شخصا حكميا" و ثم التعاطف مع المجرمين و النظر إليهم كضحايا استنادا إلى
تحليلات نفسية قد تجانب الصحة تماما.
ربما لا أتفق تماما مع طرح الكاتب، و قد لا أجده طرحا عميقا ملما بكل أبعاد المشكلة و خاصة أسبابها، و التي في وجهة نظري تحتل "السندويشات المعرفية قسطا كبيرا منها"، لكنه لامسني في كثيرمن سطوره خاصة و أنه تزامن مع إدراكي لهشاشتي و اعترافي الداخلي بها.
لم أجد كثير حلول كما وعد الكاتب في بداية المقدمة، لكنني أجد أن المعرفة
هي أساس الحل، و أنني سعيدة بقراءتي للكتاب.
قصائد من ديوان " الموت في جيب الكناية" للشاعرة و القاصة "أسماء رمرام"
"القصيدة التي في أعلى الشجرة"
القصيدة التي في الجيب
ليست كالقصيدة التي
في أعلى الشجرة
و لهذا لا أشرح للمرايا
قبل أن أذوب
في النسغ الناقص
فلسفة المشي.
منذ الورق
و قلبي يوزع الليل الكحيل
على وسائد الكناية
و يرتمي على
أسرة المجاز.
منذ الرجفة
و البتلة تغرق الجسد
جسدي
قطعة البلور التي
ترفل الموت.
يا أيها الموت
من علم صوتك الحارق
هندسة الليل؟
القصيدة التي
في أعلى الشجرة
ليست كالقصيدة التي
في صدر السبورة
و لهذا قبل أن أعلم ولدي القراءة
علمته الحلم
و قلت له:
أريدك أن تصير مياها
في عتمة الجرح.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire