mercredi 12 septembre 2018

عَينانِ سوداوتان

"في هذه الأثناء، ظهرت فتاة لم تكن ترتدي الثوب الأسود. كانت تحمل جرة على كتفها، و يعلو رأسها منديل، و لكن وجهها كان سافرا. تقدّم الفتى نحوها ليسألها عن الخيميائيّ.
عندئذ، بدا الأمر و كأن الزمن قد توقّف، و كأن روح العالم قد انبثقت بكلّ قوتها أمام الفتى.
عندما شاهد عينيها السوداوين و شفتيها الحائرتين بين التبسم و الصمت، أدرك الجزء الجوهري الأكثر إفصاحا في اللغة التي يتكلم بها العالم، و التي تستطيع كل كائنات الأرض أن تفهمها في أعماقها، و هو ما يسمى الحُبّ. إنه شيء ما أكثر قِدما من البشر و من الصحراء ذاتها. و مع ذلك يتكرّر انبثاقه بالقوة ذاتها، و في كل مكان، كلّما تعانفت نظرتان مثلما حدث للتّو قرب بئر ماء.
افترّت شفتا الفتاة، أخيرا، عن ابتسامة كانت بمثابة إشارة، و هي الإشارة التي انتظرها، دون أن يدري، خلال فترة طويلة جدا من حياته، و التي كان يبحث عنها في الكتب، و قرب نعاجه، و في الكريستال، و في صمت الصحراء."
باولو كويلو- الخيميائيّ -

1 commentaire: