vendredi 10 décembre 2021
vendredi 17 septembre 2021
مقتبس من كتاب "خديجة-رضي الله عنها-"
العنوان الثاني لهذا الكتاب هو "فلسفة الزواج في الإسلام" للكاتب (خليل عبد السلام)، -حصلت عليه كهدية من صديقتي ياسمين-، يتحدث عن مقاصد الزواج في الإسلام من خلال دراسته لهذا الجانب من سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم كجزء من بحث أكثر شمولا للسيرة ككل و في هذا يقول الكاتب في مقدمته:"ليس هذا البحث سردا مجردا للأخبار، و لا تبعا لمواقعها الزمانية و المكانية، بل هو استكناه لأسرارها المستخفية وراء حجب الزمان و المكان، و استخراج لأخباء المقاصد و المعاني من أغوارها."
الإقتباس الأول:
استوقفني فيه فائدة لطيفة جدا، و شعرت بالوقوع عليه كأنما فتحت في عقلي أبواب أوسع و أكثر شمولا و تحريرا للإنسان من تعلق بأسباب بسيطة أو دوافع عاطفية إلى غايات أسمى إذ يستشهد الكاتب بقول الله سبحانه و تعالى:"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الروم-21- ثم يقول:" و المودة و الرحمة هي جزء خاص من ثمرات الزواج، و ليست كل ما يرجى من هذا الإرتباط ذي الوظيفة الرسالية الأسمى، و هي تحقيق مقصد العبودية الخالصة لله،( وَ مَا خَلَقْتُ الجِنَّ و الإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ) الذاريات-6-، فلا يتحقق كمال الهيأة الإنسانية إلا بكمال العبودية لله، و لذلك كانت العبادة وسيلة إلى هذا الكمال، و ليست خدمة نقدمها إلى الله -سبحانه و تعالى- (فَإنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ) آل عمران-97- " و بنهاية هذا الإقتباس يجعلنا الأستاذ نفكر في معنى لم يخطر على أذهاننا مسبقا ألا و هو أن المودة و الرحمة ليستا مقصدا و لا غاية منذ البداية بل هما نتيجة للزواج الذي إذا عرف الغرض الأول منه و هو (عبادة الله في الأرض) أنتج من الثمرات ما كان معينا للإنسان على طريق الدنيا لا معينا عليه، فيكون بذلك الزواج فرصة للسمو بالإنسان و تحقيق مبدأ الإستخلاف كغاية أسمى لوجوده الإنساني على الأرض.
الإقتباس الثاني:
"و المرأة في فلسفة ما بعد الحداثة، كيان منفصل عن الرجل، و ليست طبيعة مكملة لطبيعته، و هو طبيعة مكملة لطبيعتها، و هذه نظرة شاذة عن الفطرة، تلغي الفوارق الطبيعية و الوظيفية بينها و بين الرجل، و تؤول في نهاياتها إلى ترجل النساء، و تخنث الرجال، و الوصول إلى عالم رجالي صرف بلا نساء؟! أو عالم نسائي صرف بلا رجال، فهل تستقيم الحياة بتلك الأحادية و الشذوذ عن الفطرة؟! أم هي فلسفة تدفع بالإنسانية إلى الإنتحار و الفناء.؟! و ما الحرية إلا ظاهر براق، يخفي حقيقة العبودية التي تسخر المرأة لنخاسة الجنس؟!.
و الحرية بهذا المعنى نزعة هلامية، تصادم في مآلاتها القيم الإنسانية، نتيجة غلبة النزعة المادية المفرطة، في غياب الوحي الإلهي الموجه.
و الأحكام التكليفية المقصود منها ضبط المباح، الذي هو محل النشاط الإنساني و أوسع دوائر التكليف، فالحرية الإنسانية منوطة به، و هي ليست على الإطلاق البهيمي، بل مراعى فيها موازانات فردية و اجتماعية تحقق مقصود الشارع من التكليف، للوصول بالإنسان إلى منتهى كماله، الذي يتجلى في صورة حضارة، و هي بلوغ كمال الهيأة في الإنسان و العمران.
إن غياب البعد الأخلاقي يشكل تحديا كبيرا و مشكلا مرجعيا في الثقافة الغربية، و الحس الأخلاقي هو الذي يتميز به الإنسان عن الحيوان، فالإنسان كائن أخلاقي، أي ذو ضمير."
الإقتباس الثالث:
" و من مقاصد الإسلام في الزواج أنه ينشد الكمال في الرجل و المرأة على سواء، لتنشأ في محضن الزوجية ذرية كاملة الملكات، تامة العقل، سليمة الفطرة، تقوم بوظائف الإستخلاف حق القيام و أحسنه، وتضطلع بالرسالة الإنسانية كاملة غير شائهة و لا منقوصة، و تعمر الدنيا عمارة تحقق مقاصد الوجود، عمارة إنسانية عاقلة، و ليست عمارة بهائم متوحشة في مجاهل أحراش الأرض، تلهث لإشباع ظمئها الجنسي، و لذا شدد الإسلام على عنصر الإختيار، و جعله من حقوق الذرية على الآباء، لأنه اختيار للأبناء و اصطفاء للأرومة، قال -صلى الله عليه و سلم-: (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس).
الإقتباس الرابع:
" و ثقافة المجتمع إذا كانت راسخة في عالم الأشياء يعسر معها تحطيم الصنم
، أما إذا ارتقت إلى نور الفكرة، فإن الأصنام تتهاوى من تلقاء نفسها، و هذا يحتاج إلى مجهود شاق لخوض معركة الوعي، يرتقي بالنفس من عالم الأشياء الموغل في المادية القاسية، إلى عالم الأفكار الذي يجعل من القيم الإنسانية النبيلة نظاما اجتماعيا و ثقافة يصدر منها سلوك الأفراد و الأسر و المجتمعات."
الإقتباس الخامس:
" إن الفقر المادي ذريعة إلى الفقر الأخلاقي، فالفقر يسوق صاحبه إلى الجريمة سوقا عنيفا، فهو يجعل صاحبه ذاهلا عن نفسه، تائها عن حاضره و مستقبله، و لذلك تعلق حق الفقير بمال الغني، حفاظا على شبكة العلاقات الإجتماعية من التمزق، فالمسؤولية الأخلاقية على قيم المجتمع لها تعلق بمال الغني، فإن منع حق ماله على الفقير فقد فتح باب شر كبير على المجتمع، ولهذا المعنى كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر على صعيد الفرد و المجتمع، فالصلاة تُفَعِّل البعد الاجتماعي في الأغنياء، فلا يمنعوا حق المجتمع في الثروة."
samedi 21 août 2021
حياتك مع القرآن -دراسة نفسية-
وجدت هذا الدرس مصادفة، بعد الإستماع لبودكاست "الإنسان و فخ النظريات النفسية"، في البداية لم أضمنه بين أولوياتي لأسباب تتعلق بتنظيمي للمواضيع التي أريد التزود منها أكثر، لكن بعد إلحاح فكرة "استمعي لأي شيء نافع (ولو أنه خارج الأولويات)"، استمعت لنصف الدرس و كانت وجبة استماع فوق الوصف.
mercredi 4 août 2021
قراءات جويلية (يوليو)
ما تخبئه لنا النجوم
في البداية أود أن أعرف سبب الترجمة الغير حرفية لعنوان الرواية الأصلي و الذي أجده أكثر صدقا من "ما تخبئه لنا النجوم"
لا أذكر على وجه التحديد الأسباب التي دفعتني لقراءة الرواية بالرغم من ترفعي عن قراءة ما هو شائع أو اشتهر، خاصة بعد خيبة أملي لما شاهدت فيلم "أنا قبلك"، (و الذي كان مقتبسا هو الآخر عن رواية تحمل نفس الإسم)، و أظن -إن لم تخنني الذاكرة- أن خيبتي هذه هي ما جعلني أفاضل بين الرواية و الفيلم ( الخطأ في نجومنا) و أختار الرواية قبل الفيلم.
الخطأ في نجومنا، كان رحلة مع المرض و الإحتضار ثم الموت، لا أخفي انزعاجي قليلا من وقوعي في هذا الموضوع بينما أعاني خوفا رهيبا من الموت و وسوسة من تربصه حولي، خاصة و أننا في حالة وباء استعصت على الحل، و كذلك بعد وفاة جدتي قبل تسعة أشهر.
تبدأ الرواية بسرد هازل غريس لتفاصيل حياتها، ثم تنتقل لأهم جزء و هو تعرفها على أغسطس واترز ليعيشا حبا ملحميا يائسا من أي أمل لمستقبل مشترك بسبب معاناتهما من السرطان، و تنتهي في منتصف الجملة تماما لتعطينا نفس انطباع أو شعور مريض السرطان الذي لا يدري متى آخر يوم في حياته مهما قدر الأطباء ذلك.
إنها أكثر رواية سلسة قرأتها منذ زمن، فكوني بطيئة جدا في القراءة، جعلني غالبا أقضي مدة طويلة مع كل كتاب أبدؤه، و شواهد ذلك من الكتب كثيرة التي إما استغرقت فيها أكثر من شهر أو أني تركتها دون أن أكملها.
تميز جزء العلاقة بين هازل و غاس بكثيرمن الفلسفة الوجودية، أسئلة عن معنى الحياة و الموت، و عن المصير بعد الموت و الحياة الآخرة، و أعترف أنني لم أفهم غالب فلسفة الكاتب و لم أحاول فعل ذلك، لكن ما استطعت استنتاجه عن نفسي أنني ربما أعيش على نمط مشابه لنمط الحياة الأمريكي، و لست أدري هل ذلك مما تراكم لدي من مصادر كانت أغلبها أمريكية فيما يخص تطوير الذات أم لمشابهة فقط لشخصيتي مع فكرة الإنسان العصامي الذي يحاول تحقيق شيء ما.
لقد كرهت هازل ربما، مع أنها -يمكن القول- محور الرواية، لا لشيء إلا لكونها سوداوية نوعا ما و يائسة و أنا لا أستغرب يأسها من الحياة بل لا أحبذ روحها الضيقة، بينما بالمقابل أحببت روح غاس و أظن أن هازل أحبته لنفس السبب.
أحببت الحالة الشعورية التي خلقتها فيَّ الرواية، و أظنني حتى مستعدة لإعادة قراءتها مرة أخرى، كما أنني لم أحب "غشمنتي" عن قراءة ما بين السطور و تصور نهايتها مع أن ذلك كان شبه جلي في منتصفها.
الهشاشة النفسية
قراءة هذا الكتاب كانت لأسباب شخصية بحتة، مع أنني لا أنكر فضولي تجاه
عنوانه، و أذكر أنني لحظة تحميله وجدته في تصنيف التنمية البشرية مما جعلني أحكم
عليه قبل قراءته، لكنني وجدته مفيدا بعد فراغي منه.
لا أعلم لماذا لا تحضرني كثير التعليقات التي علقتها، مع أنني لم أتوقف عن
التعليق تقريبا خلال كل صفحاته.
الكتاب خفيف مليء بالصدمات، و لغرابة الصدفة تزامنت قراءتي لصفحاته الأخيرة
مع تناول يوتيوبر جزائري لنموذج من الإحتيال باسم التحفيز و كسب الملايين من خلال
دورات قصيرة و تافهة.
يتناول الكاتب قضية الهشاشة النفسية التي يزعم أنها لم تسلط عليها الأضواء
بعد، و التي تميز خاصة الجيل "z"، مستعرضا من خلال ثمانية فصول مختلف المصطلحات التي ظهرت
خلال الخمس سنوات الأخيرة -خاصة- و التي
تعبر عن الهوان الذي صار يسكن نفوس الجيل، حيث يعرج على دور السوشيل ميديا في
تلبيس روادها حالات شعورية و فكرية تجعلهم محدودي القدرة النفسية بالإضافة إلى
تشجيعهم على العلاج النفسي لأتفه الأسباب كقلق الإمتحان أو سوء فهم بسيط مع
الأصدقاء، و ينتهي إلى فصل مهم و هو اختلاط المفاهيم فيما يخص قضية " لا تكن
شخصا حكميا" و ثم التعاطف مع المجرمين و النظر إليهم كضحايا استنادا إلى
تحليلات نفسية قد تجانب الصحة تماما.
ربما لا أتفق تماما مع طرح الكاتب، و قد لا أجده طرحا عميقا ملما بكل أبعاد المشكلة و خاصة أسبابها، و التي في وجهة نظري تحتل "السندويشات المعرفية قسطا كبيرا منها"، لكنه لامسني في كثيرمن سطوره خاصة و أنه تزامن مع إدراكي لهشاشتي و اعترافي الداخلي بها.
لم أجد كثير حلول كما وعد الكاتب في بداية المقدمة، لكنني أجد أن المعرفة
هي أساس الحل، و أنني سعيدة بقراءتي للكتاب.
قصائد من ديوان " الموت في جيب الكناية" للشاعرة و القاصة "أسماء رمرام"
"القصيدة التي في أعلى الشجرة"
القصيدة التي في الجيب
ليست كالقصيدة التي
في أعلى الشجرة
و لهذا لا أشرح للمرايا
قبل أن أذوب
في النسغ الناقص
فلسفة المشي.
منذ الورق
و قلبي يوزع الليل الكحيل
على وسائد الكناية
و يرتمي على
أسرة المجاز.
منذ الرجفة
و البتلة تغرق الجسد
جسدي
قطعة البلور التي
ترفل الموت.
يا أيها الموت
من علم صوتك الحارق
هندسة الليل؟
القصيدة التي
في أعلى الشجرة
ليست كالقصيدة التي
في صدر السبورة
و لهذا قبل أن أعلم ولدي القراءة
علمته الحلم
و قلت له:
أريدك أن تصير مياها
في عتمة الجرح.
lundi 19 avril 2021
اليوم الثاني عشر
في هذا اليوم كان أول مفهوم يتبادر إلى ذهني، عندما خرجت من الصيدلية هو -الحرية-، راودني سؤال "لماذا قد نرضى بتقييض حريتنا مقابل حصولنا على منفعة ما أو أجر؟"، "هل يتم التفاوض على الحرية؟.
أقول بعد مرور هذه الأيام القليلة أن كل من سبقونا محقين في موضوع تأثير الواقع علينا، يستطيع الواقع سحب حماسا و تقييض طموحتنا و رسم حدود وهمية لحرياتنا.، بعدما ظننت أنني رانشورداس، أستطيع التحليق كحرة لأنني أتبع شغفي غير مهتمة و لا خائفة من مستقبل، وجدتني كالجميع أحاول باستماتة أن أحافظ على فرصتي و خلق واحدة أخرى، وجدتني أخطط لأشياء لم أكن أهدف إليها و بذلك نجح الواقع في تغيير المسار مجددا، و كنت مرة أخرى مع مفترق طرق جديد أتساءل للمرة المليون "ما هو القرار الأصوب؟"
ماذا لو قلنا الآن صيدلية؟ هل بقيت ذات المكان الجميل؟ - بالتأكيد ستبقى كذلك، لكن هل سأتأقلم أنا مع الحقيقة؟ و أجيد دوري الجديد؟
في أول يوم لي في الصيدلية لم أكلف نفسي بأي شيء، قلت أنه يوم للملاحظة و محاولة لفك بعض الشيفرات و التكيف مع وضع جديد تماما علي، لكن بتقدم الأيام بدأت التجربة تتخذ منحى تصاعديا في الصعوبة، في البداية تحدي إيجاد خطة للتعلم و وضع أهداف و إيجاد توجيهات لنفسي، خاصة و أنها أول تجربة تعلم ذاتي حقيقي لي، فالفرق بين الدراسة و التربص، أنك في الدراسة مجرد متلقي تتكفل الجامعة و معها الأستاذ بتوجيهك، على عكس التعلم الذاتي، أين تكون مجبرا على وضع منهج خاص بك و محاولة تطبيقه و الأكثر من ذلك في التربص هو إتقان التطبيق، و هو الشيء الذي يستغرق وقتا، لكن مع الأسف ليس في ظروف تكويننا الحالي.
مع أني مررت بتربصات ثلاثة أشهر مضت إلا أنني أعتقد أن عدم اكتراثي بتحقيق تحصيل كبير منها هو ما جعلها تمر سهلة و مرنة، خاصة و أن زملائي كانوا يشاركونني فيها و كنا نتعاون فيما بيننا و نستعين ببعضنا.
قد يقرأ هذه التدوينة طالب لم يسبق له التربص في صيدلية، و قد تساعده بعض هذه الإستخلاصات، و التي ستكون بدورها ذكرياتي و فرصة لإعادة التقييم مستقبلا -إن شاء الله-، واحد من أهم المهارات التي يجب تعلمها هي "السؤال" سؤال الجميع عن كل شيء، ثم معرفة ما دورك و ما عليك تعلمه، و قبلهما حقك ثم حقك ثم حقك و المجادلة فيه، لازلت أخطو خطوات طفل بريئة و بطيئة و أستطيع تلمس نتائج الكثير من الأخطاء التي ارتكبتها في سنوات الدراسة أخطاء لا علاقة لها بالتحصيل العلمي بقدر الإنخراط في النوادي العلمية و المشاركة في الحملات التطوعية و التحسيسية، أستطيع الجزم بأن النشاطات العلمية خارج أوقات الدراسة كانت ستكون زادا هاما جدا و معينا جدا في الحياة العملية.
إلى هنا تكلمت قليلا و حاولت البقاء في تواصل مع نفسي..حتى لا أنطفئ.
jeudi 1 avril 2021
اليوم الأول -الضَّياع-
كدت أنسى الكتابة عن هذا اليوم مع أنني اعتزمت فعل هذا في ساعات غير متأخرة منه، ستكون هذه التدوينات كذكريات خاصة بي أريد قراءتها في سنوات لاحقة إن شاء الله، لأنها -ربما- أكثر تجربة شعرت بالحماس لها، بعد تجربة البداية في التربص بشكل عام، لذلك ستحمل هذه التدوينات طابعا شخصيا نوعا ما، خاصة و أنه لا متابعين لي (اللّهم إلا بعض الصديقات اللواتي قد تصلهن إشعاراتي في أوقات متأخرة).
بعد هذه المقدمة العشوائية، سأحاول سرد انطباعي في أول يوم، و الذي تميز -ككل تجربة جديدة- ببعض المواقف الغبية، و التي كان أبرزها سؤالي عن موعد الخروج، حيث دار فيه بيني و بين صاحب الصيدلية حوار خلاصته:" هل يسأل قاصد التعلم عن متى ينتهي من هذا؟ "، لابأس بهذا مع ذلك، عندما نشعر بالحماس نجد في داخلنا نوعا من تقبل أي موقف يمكن أن نمر به، نبتلع ذلك الموقف غير حتى مبالين بأبعاده التي لا تظهر إلا في حالة نفورنا مما نفعله.
مرة في إحدى حلقات "دروس الكاريزما" على قناة "الزتونة" ذكر مايكل راشد عددا من الأسباب التي تجعلك جذابا لكنها لا تملك أي صلة بما يعتقده الناس على العموم و الذي قد يرتبط بالمظهر، من بين هذه الأشياء هي قدرة الإنسان على تحمل المسؤولية، و إظهاره لذلك، و قد كان أول خرق فعلته في هذا اليوم الأول (أحتاج ايموجيات لتحديد تعابير وجهي أثناء االكتابة، لكنني لا أريد استعارة أسلوب فايسبوك هنا) هو عدم وصولي في ساعة مبكرةـ أو على الأقل لنقل -مناسبة-، ففي الوقت الذي أكدت على نفسي فيه قبل النوم أن يجب الاستيقاظ باكرا، حصل معي مشهد أيام الثانوية "قليلا بعد، قليلا بعد"، المهم أن الموضوع مر على خير، و لم يأخذ حيزا كبيرا، لكنه نبهني على مدى تأصل العادات السيئة في حياتي، و أهمها عادات "التسيب" و "اللامبالاة" التي صاحبت مشاعر الفشل طوال عامين، و استنتجت أنني فعلا تراجعت جدا في الإقبال على التجارب و احترام مسؤوليات حياتي و إعطائها حقها.
لو كان هناك عنوان مناسب (أظنني سأضيفه) لهذا اليوم فسيكون "الضياع"، ما بين أوراق الدراسة و امتحانات الكفاءة و التحصيل العلمي، و بين الواقع العملي -هُوَّةٌ- لا أدري كيف يمكن ردمها، و المسؤول الأول عن ردمها بالنسبة لي هو التكوين الجامعي، لست أدري لماذا لا يرافق التدريب في الصيدلية السنة الثالثة و الخامسة من التعليم الجامعي، لا وجه للتشابه بين حفظ قوائم تكاد لا تنتهي لأسماء الأدوية دون الاحتكاك بها في الواقع و التعامل معها كحالات في الصيدلية، محاولة تذكر الدروس و ربطها مع العمل كانت فاشلة جدا اليوم معي، حتى أني نسيت أني درست من قبل (طبعا مع التقصير آنذاك في الدراسة بسبب الضغط الكبير و الوقت الضيق)، لذلك سأحاول في مستقبل الأيام -إن شاء الله- إعداد خطة لتدارك هذا و محاولة استخلاص أقصى استفادة ممكنة من -أهم تجربة ربما لي هذه المرة-.
الصيدلية مكان جميل جدا، لا يمكنني وصفها بغير هذا، بل هي تستحق وصفا أدق، لو تم سؤالي قبل عامين عن شعوري مع الصيدلية لما صدقت بأنني نفس من تتحدث عنها بهذا الحماس الآن، لا أعلم لماذا لكنني أغرمت بها -خاصة إذا كانت صيدلية جيّدة، إنها مكان يمكنك فيه عيش قصص كثيرة و رؤية وجوه كثيرة و قراءة تعابير كثيرة (و هو أكثر ما أحبه)، اكتشفت أن الصيدلة ليست تربص شهر أو حتى عملا، إنها رحلة تعلم و تطوير يومية، فمع كل سؤال لأي مريض عن علاج مفيد (طالبو النصيحة) تتدفق في ذهني محاولات استذكار كل النصائح التي جاءت على لسان الأساتذة، و منها المتعلق بعلم العقاقير و الأعشاب، أشعر بأنني أريد أن أتعلم و أتعلم، و أنصح كل من يصادفني و كل سائل.
أظنني نسيت كثيرا من التفاصيل، لكنني سأكون سعيدة بهذا السرد مستقبلا -إن شاء الله-.