vendredi 10 décembre 2021

اليومية الأولى

 "يأتي يوم..يطوى يوم
يغدو ماض أو خيال
ماذا أريد..ماذا أصير
هذا هو السؤال"
يبدو أن هذه الكلمات بعد عشر سنوات من سماعها، ثم عشرين سنة، لم تعد مجرد تتر للجزء الثالث من مسلسل "أبطال الديجتال" -الجزء الوحيد الذي لم يعجبني في السلسلة-، و لعل السبب في عدم إعجابي بهذا الجزء من الكرتون هو هذه الأسئلة الوجودية الكبيرة التي يسعى الجميع منفقا أيامه كلها للبحث عن أجوبة لها.
لكن.. اختلف الزمن كثيرا، و تم تقديم حلول استهلاكية كثيرة تريح الإنسان من عبء هذا السؤال، تنسيه حتمية الإجابة، و تزيح عن عاتقه هم البحث و السؤال، و أظن أن الواقع هو وقوعي ضحية لكل هذه المحاولات المستميتة للتشييء و التعويض المادي.
أفيق و أغفو، أتساءل و أسكت التساؤلات، أهرب من الحلول و أخافها، ثم أعود لذات البداية..هل ينفع أن أتوقف عند نسق واحد؟ هل ينفع أن أمضي حياتي متخففة من البحث، من التعلم، راضية بالإكتفاء بما أعلم، غير مريدة للإستزادة.. و الجواب كذلك يذهب إلى نعم و لا حسب همتي.
قبل أسبوعين من الآن استمعت لصوت التعب الداخلي لأول مرة منذ أكثر من سبع سنوات، أسكتت كل الضجيج الذي أفتعله دائما هربا من الواقع الملموس..البيت،  الجامعة، العائلة، و كل شيء نراه لكننا استعضنا عنه بالكثير من المتع كي نستطيع تمرير اللقيمات الحياتية.
أجل..فهمت حينها لأول مرة استصاغنا للمرح السهل الذي حصلنا عليه بسهولة منذ عشر سنوات، لقد كان الحضور الحقيقي شاقا غالبا، مملا، معزولا عن العالم الأكبر، لا تواصل رقميا ضخما يمكننا من التواجد في تركيا، ثم أمريكا، ثم أروبا، ثم بيت فلانة، و رحلة آخر، لا متعة كبيرة في رتابة الدراسة و العمل ثم المنزل، غير ما نبتكره داخل البيوت كي نقطع الساعات الطويلة، و ما نتذكره من ذكريات لأشخاص لا يمكننا رؤيتهم أو الحديث معهم في أي الأوقات شئنا.
تلك العزلة أعادت ترتيب القليل جدا من مفاهيم الحضور و الغياب في اللحظات الحاضرة، ذكرتني بحالتي الشعورية أيام المدرسة المتوسطة و الثانوية، و في نفس الوقت عرت حقيقة حالة الفوضى التي لا أستغني عنها كي أهرب من نفسي و من الحقيقة، و الأهم من كل ذلك، الهروب من الإجتهاد.
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire