قمت بتحميل مفكرة رمضانية لمتابعة أهم الأعمال اليومية التي لا ينبغي تركها في رمضان، و يمكننا القول أنها الأعمال الأساسية لليوم و الليلة -الرمضاني و غير الرمضاني-، و يوجد في أخر جدول المتابعة لكل يوم مساحة حرة لكتابة الخواطر التي قد ترد علينا في يومنا، و بما أن صيغة المفكرة بيدياف -و أنه لا يمكنني طباعتها حاليا- قلت لما لا أنقلها هنا! لعلي أعود إليها في مستقبل الأيام.
الخاطرة الأولى: 1 رمضان 1443
حينما قمت لصلاة الظهر من هذا اليوم استحضرت معنى العبادة، و العبادة كما يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هي *التذلل لله عزوجل محبة و تعظيما بفعل أوامره و اجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه*، هي بذلك لله وحده، فيها مفهموم للتسليم و الانقياد، تذكرت عدد الرمضانات التي صمناها من أجل أنفسنا معتقدين بأن رمضان هو فرصة لتدريب النفس على التخلي و الصبر و الثبات.
هناك فرق شاسع بين أن تكون مركزية الإنسان هي ذاته و بين أن تكون مركزيته هي عبادة الله وحده (و هي ما خلق له)، هنا يدرك قيمة منة الله عليه بأن أوجده و لا يجد إلا أن يخر ساجدا شكرا لله على خلقه.
في ارتباط المركزيات بالنفس و تطويرها تطويرا متجردا عن معنى العبادة لله ضعف ناشئ عن قصور النفس البشرية و عدم ثقتها الكاملة في حصول ما تسعى إليه لأنها لا تملك زمام أي أمر، بينما يخلصك التسليم لله من كل ما سبق، فهو الإتصال مع مطلق القوة، و الأهم في أن تحويل هذه المركزية نحوه هو تحويل لمعنى الحياة و الوجود -و المقاصد المترتبة عنهما- إلى غايات أكثر حقيقية يجعلك طلبها تزهد في كثير من المطالب التي ستبدو مجرد محطات في الطريق وجدت من حيث كونها أسباب لا غايات، هذا سيجعلك أقوى، أكثر اتزانا، و أكثر إدراكا للحقيقة.
اللهم أعنّا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك.
الخاطرة الثانية: 2 رمضان 1443
ينقسم الناس في رمضان إلي فريقين، فريق يرى بأن رمضان هو الفرصة السنوية الأهم لإعادة ضبط البوصلة و تجديد النية، فتجدهم يسارعون في الخير و الطاعات، أما الفريق الثاني فهو الفريق الذي يرى في رمضان أهم فرصة للاستمتاع بالإنتاجات الترفيهية. لقد عشت التجربتين، و أنا الآن عالقة مع بقايا تأثير الفريق الثاني، كوني قضيت آخر السنوات في متابعة هذه الإنتاجات و الإهتمام بالنقد الذي يتناولها، عرفت هذا عن نفسي مساءا عندما تساءلت عن تثاقلي و عدم اجتماع عزمي مع أنني نويت أن يكون رمضان لهذه السنة توبة عن ما سبقه من تقصير.
لا يكفي أن نتوب عن أخطاء الماضي، فالماضي ليس أحداثا مجتزأة منا لا تتصل بالحاضر، بل ينبغي أن ننتبه إلى ما اعتادت عليه نفوسنا و ما ألفته و صار يشكل دوافعها، و هذا هو الإصلاح بعد التوبة، ينطلق هذا من المنظومة الفكرية و ينتهي عند السلوك.
اللهم اهدني ثم اهدني ثم اهدني ثم ردني إليك ردا جميلا.
الخاطرة الثالثة: 6 رمضان 1443
"يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا
الخاطرة الرابعة: 7 رمضان 1443
خاطرة اليوم تراودني منذ اليوم الثالث في رمضان، و هي تتمحور حول عبادة "الأمل".
قرأت قبل مدة نصا طويلا لليامين بن سماعيل يتحدث عن الأمل كعبادة، تحدث فيها عن الحال الذي يأتي بعد استيفاء كل الأسباب الممكنة و ينتهي الأمر إلى وضعية مستحيلة الحل، حينها يحل اليأس و تتقطع السبل و الأسباب فيأتي اختبار الأمل، الأمل بالله رغم كل المؤشرات الدالة على النهاية -إن صح التعبير- و لعل حال يعقوب مثال جيد إذا ما جزمنا بالدم الذي على القميص، فيا ترى كيف كان أمل يعقوب؟ لقد كان "فصبر جميل و الله المستعان"، صبرا دام سنوات طويلة جاءت خاتمة يقينه بالله تمكينا عظيما.
الأمل شاق، في الأزمات يكون أقصر مخرج لنا كي لا نستهلك جهدا أكبر هو وضع أدوات الحرب و إعلان الإستسلام، عكس ما يشاع عن قتامة الفشل، إلا أنه مريح، لأنه لا يتطلب العمل، لا يتطلب الإعتراف بالأخطاء، لا المحاسبة، و لا التكرار، هذا الأخير يشكل أكثر طعما مرارة بالنسبة لكل من يسعى كي يكون أزكى و أكثر قربا من الإنسان العابد..و لكن.."إنه من يتق و يصبر" ألم الأمل مهما طال سيثمر، سيتحيل إما رضا أو فلاحا، و سيرى كل من كان يقينه بالله أمله يتحقق و جبر الله أعظم! مهما تصورنا هذا الجبر فلن يكون تصورنا على سعة عطاء الله.
"قَالُوٓاْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ
أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِى ۖ قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ ۖ
إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ
ٱلْمُحْسِنِينَ" يوسف -90-
رابط المادة: http://iswy.co/e29nuc
رابط المادة: http://iswy.co/e29nuc
رابط المادة: http://iswy.co/e29nuc
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire