البلاء الشديد و الميلاد الجديد
التالي سيكون مجموعة اقتباسات من الكتاب المعنون ب "البلاء الشديد و الميلاد الجديد":
1. "إن تشويه القيم الأخلاقية أخطر من تشويه الأجساد، فالجريمة يسهل محاربتها عند استقرار القيم الأخلاقية في النفوس، فإن التبست الفضيلة بالرذيلة، و حل العهر مكان الطهر، ارتكست البشرية في حمأة الضلال، و صار الكل ضحية الظلم، بمن فيهم الظالم نفسه!"
2. "لسنا ملائكة كما يظن بنا المحبون و لسنا شياطين كما يظن بنا الحاقدون، متفاوتون في التقوى و الخلق و الصبر، متفاوتون في طبيعة قنطرة البلاء الذي اجتازها كل واحد منا، متفاوتون في نجاحنا باجتيازها، هكذا خُلِقنا و هكذا نكون."
3. "هكذا البلاء يعيد الإنسان الشارد إلى عشه الدافئ و عرينه المصون، يعيده إلى ربه الرحيم، لتكون كرة بعد فرة و تحليق بعد عثرة."
4. "ضربة سوط تنبه الغافل خير من صرة ذهب تستدرج الضال."
5. "النفس البشرية مرنة للغاية، تتشكل وفق القالب الذي تضع نفسها فيه، قد يكون هذا القالب أحداثا و ظروفا و قد يكون أفكارا، أما قالب الظروف و الأحداث فتجتمع فيه جميع الكائنات، في حين أن قالب الأفكار يظهر فيه سمو النفس البشرية عن غيرها، لأن قالبها نابع من داخلها و ليس مفروضا عليها من الخارج" -ص23-
6. "كم كنت ساذجا حين بحثت عن الطمأنينة و الشعور بالأمن في راديو ثرثار يزيد القلب قلقا و اضطرابا، و غفلت عن تلك السجادة المركونة في زاوية الغرفة لأصف قدمي عليها و أحلق عاليا كالسندباد على بساطه، أنظر في ملكوت السماوات و الأرض و تقلب الأحداث و مداولة النصر لأفهم سر الاختبار و معنى البلاء" -ص25-
7. "بالآلام تكتشف الصادق من الكاذب و المخلص من المتسلق، عرفت أنه لا قيمة للإنسان بعيدا عن الله، و أن قيمته تلك لا تتحقق إلا حين يعيش الصراع بين الحق و الباطل، يعيشه بكل جوانحه و جوارحه، أدركت أن المؤمن هو الوحيد الذي يفهم معنى الحياة و سر الوجود، هو الوحيد الذي يجد لذة الصلة بين السماء و الأرض و التي منها يستمد طمأنينة قلبه و سكينة روحه و لو كان في أحلك الظروف" -ص26-
8. "إن الله ينصر المظلوم بمن شاء من عباده لحكمة يعلمها" -ص27-
9. "إن أخطر تخصصين يحتاجان إلى جانب كبير من القدرة الذهنية هما الطب الذي يعنى بالأجساد، و الشريعة التي تعنى بعلاج الأرواح" -ص29-
10. "إن أبشع جريمة في حق الأفكار هو مطالبتنا بتطبيقها قبل استيعابها بوضوح يرفع عها اللبس، و قبل الإيمان بها بصدق يصرف عنها النفعية، و قبل الدعوة إليها بحكمة تكبح عنها الرعونة" -ص29-
11. " إن أجمل ما في النعيم و أفظع ما في الجحيم هو الأبدية" -ص29-
12. "إن وجود إعلام بلا منطق يعني وجود شعب بلا وعي" -ص35-
13. "التعامل مع الأيديولوجية المجردة لا يكون بنفس جدية التعامل مع الأيديولوجية المسلحة" -ص36-
14. "لئن كانت الشجاعة سببا للانتصار في الحرب فإن حسن الإدارة سبب للانتصار في السلم، و من لم يدرك هذه السنة الكونية فقد ينتصر على عدوه في المعركة لكنه سيهزم بعدها أمام نفسه" -ص40-
15. "قد يتمكن سرب الدبابير من قتل الأسد دون الحاجة إلى الحصول على ناب أقوى من نابه و مخلب أمضى من مخلبه" -ص44-
16. "كل الناس شجعان من مسافة بعيدة" -ص52-
17. "و إذا خلا الجبان بأرض***طلب الطعن وحده و النزالا" -ص52-
18. "تنوع الاختبارات في الدنيا يجعلك متوجسا من نفسك فلا تحتفل بالفوز إلا حين تطأ قدماك الجنة" -ص53-
19. "أيقنت أن من يثق بنفسه فهو جاهل لا يدرك طبيعة النفس البشرية" -ص55-
20. "لعل الله أراد أن يكلنا إلى أنفسنا في مواطن الزلزلة ليبين لنا أن الشجاعة و الثبات منه لا منا، فلا يركن المؤمن إلى نفسه، و يتجلى له معنى (لا حول و لا قوة إلا بالله)، لا تحول من الخور إلى العزيمة و لا الذنب و إلى الطاعة إلا بإذن الله، و لا قوة على تحقيق النجاح إلا بالله، صدق رسول الله -صلى الله عليه و سلم- حين وصفها بأنها كنز من كنوز الجنة، فالكنز هو المال المدفون تحت الأرض بعيدا عن الأعين، إن معنى (لا حول و لا قوة إلا بالله) مستتر لا يدركه الإنسان لأول وهلة، و إن أدركه فإنه لا يعيشه، فيظل معناه مدفونا تحت تراب الغفلة و النسيان، حين تخنقك الزنزانة الانفرادية حتى تختلف أضلاعك و تلتف قضبانها حول عنقك فتوقن أنك ستستسلم لا محالة يلوح لك نور (لا حول و لا قوة إلا بالله)" -ص55-
21. "إن الله يريدك أن تصل إلى الحد الذي تدرك فيه ضعفك لترى قوته، و توقن فيه بعجزك لتبصر قدرته، حتى إذا وصلت علمت أنك ما وصلت إلا به" -ص56-
22. "اللهم يا من أحطت بأعمالي إحصاء و عدا، أحطها مغفرة و رحمة، و أي قاض رحيم غيرك يطلب منه المذنب عفوه عن جرم لم يحدده؟" -ص58-
23. "حين توقن أن لا خلاص و لا نجاة، حين تطرق الباب حتى تيأس من فتحه، حين تضعف عن مجرد خطوة و تستسلم أصابعك المرتعشة لينهار جسدك الهزيل المنهك نحو الهاوية، هنا فقط تحملك الملائكة بأجنحتها، إنك لن تصل إليه إلا به، به وحده، حين تتبرأ من نفسك، من قوتك، من تقواك، من إيمانك، من ذكائك، من شجاعتك، تصل إليه عاريا مرتجفا فيكسوك هو وحده من حلل فضله و رحمته" -ص60-
23. "دع الاعتراض فما الأمر لك***و لا الحكم في حركات الفلك
و لا تسأل الله عن فعله***فمن خاض لجة بحر هلك
إليه تصير أمور العباد***دع الاعتراض فما أجهلك" -ص61-
24. "في اللحظات الحرجة يتجلى لك معنى الذكر، إن تأثير الذكر على القلب لا يكون بمجرد تحريك اللسان بل بملء القلب من معناه. استشعار القلب للمعنى كالوقود، و الذكر اللساني كزر التشغيل الذي يقدح الشرر و لا يضيء منفردا، الكلمة ما لم تخرج من قلب يعيها و جوارح تصدقها تخرج ميتة، إن أعظم ما تختبر فيه إيمانك يكون في اللحظات الفاصلة بين الحياة و الموت، إن الإيمان ليس خطبة تلقى على المنبر، ولا متنا شرعيا يحفظ، و لا فذلكة تتفاصح بها على أقرانك، إنه حين تواجه أعظم ترسانة عسكرية على وجه الأرض تأمرك في عنجهية و غرور بالركوع لها فيثبت قلبك شامخا ليقول:( لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَ الَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أنْتَ قَاضٍ) -ص67-
25. "وقفت مرتجفا في هذه اللحظة الرهيبة على شاطئ بحر القدر، بحر مظلم متلاطم الأمواج لا قعر له، ابتلع الكثيرين ممن أرادو كشف سره أو اعتراض حكمه فيما قضاه عبر الدهور، بحر مخيف يحوي عظمة و جلالا مخبوءا في أعماقه..
إذا أراد الله أمرا بامرئ***و كان ذا عقل و سمع و بصر
أصم أذنيه و أعمى قلبه***و سل منه عقله سل الشعر
حتى إذا أنفذ فيه حكمه***رد إليه عقله ليعتبر
فلا تقل فيما جرى كيف جرى***فكل شيء بقضاء و قدر" -ص69-
26. "إن العين التي تقرأ الكلمات ليست كالعين التي تعاين الأحداث، و النفس التي تحيا بين السطور ليست كالنفس التي تجعل ما في السطور حيا في دنيا الناس، و الذي يكتب في سيرة النبي -صلى الله عليه و سلم- ليس كمن يسير سيره" -ص72-
27. "لقد ألغى القرآن اعتبار العذر الصادق حين يختبئ وراءه العزم على الفرار" -ص73-